تاريخ مكتبة الخالدية ومجموعاتها

تتربع المكتبة الخالدية - القدس في قلب البلدة القديمة، على مقربة من الحرم القدسي الشريف وحائط وساحة البراق. تأسست
هذه المكتبة عام 1317هـ/ 1900م بجهود الحاج راغب الخالدي؛ لتُجسّد عطاء عائلة الخالدي في خدمة العلم والمعرفة، فقد اشتهر أفرادها من قضاة ومسؤولين حكوميين ورجال دين وعلماء بجعل مكتباتهم الشخصية في خدمة العامة، عبر أوقاف مخصصة للعبادة والتعليم وأعمال الخير. تندرج مقتنيات المكتبة ومبانيها ضمن وقف عائلة الخالدي (الوقف الذري). كما أسهم رجال العائلة ونساؤها على مر الزمن بهبات سخية تشمل المخطوطات والدعم المالي، ليصبح أولئك شركاء في تكوين أحد أكبر مجموعات المخطوطات الخاصة في العالم العربي؛ مما جعل المكتبة مورداً ثقافياً لا يُقدر بثمن، مُرحباً بالباحثين والقراء من مختلف أنحاء العالم.
من
المكتبة المكون ) يقع مجمع ثلاثة مبانٍ على طريق باب السلسلة، وأقدم هذه المباني هو «التربة» (الضريح) ومحراب الأمير حسام الدين بركة خان (توفي عام 643هـ / 1246م)، الذي شارك في تحرير القدس من الصليبيين، وهو المبنى الذي احتضن منذ عام 1317هـ/ 1900م المخطوطات النفيسة للمكتبة. يوجد بجواره ملحق يضم المقتنيات المطبوعة، والمكاتب، ومقراً للباحثين الزائرين، بالإضافة إلى مبنى ثالث لإقامة أمين المكتبة، وكلها ضمن وقف عائلة الخالدي. ورغم ما تتعرض له المكتبة من ضغوط الاحتلال الإسرائيلي واعتداءات المستوطنين، تظل أبوابها مفتوحة للمجتمع وتبقى وفية لنوايا المتبرعين في خدمة المعرفة والعلم.

 الدكتور خضر سلامة باحث وأمين مكتبة فلسطيني، من قرية زكريا الواقعة في منطقة الخليل. بدأ تعليمه في دار المعلمين في رام الله التابعة لوكالة الأونروا، ثم واصل دراسته الجامعية في جامعة بيروت العربية. لاحقًا، حصل على لقبين ثانيين من الجامعة العبرية، أحدهما في علم المكتبات والآخر في التاريخ.

أكمل درجة الدكتوراه في الجامعة العبرية برسالة بعنوان: "المحكمة الشرعية في القدس في فترة السلطان سليمان القانوني (1520–1566): الجهاز القضائي والإداري". ومؤخرًا، أنهى مشروع ما بعد الدكتوراه الذي ركز على مدينة الرملة خلال الفترة بين 1850 و1917.

امتدت مسيرته المهنية إلى عدة دول، حيث عمل في المملكة العربية السعودية في دار الكتب الوطنية بالرياض، كما عمل في ليبيا مدرسًا. وفي عام 1977، عُيّن أمينًا لمكتبة المسجد الأقصى في الحرم الشريف في القدس، تحت إدارة المملكة الأردنية الهاشمية. وفي عام 1990، أُلحِق المتحف الإسلامي تحت إشرافه المباشر.