الشراسة اللطيفة

زارينا محمد

زارينا محمد فنانة وأستاذة وباحثة تتمحور مسيرتها الفنية حول التقاطع بين البيئات الثقافية والأساطير والمعتقدات الخيالية في جنوب شرق آسيا. وغالباً ما تتضمّن أعمال زارينا مؤلفين مشاركين من البشر وغير البشر، في تجسيد لعملها البحثي المستمر منذ عقود، والذي يشمل فنون الأداء، والأعمال الفنية التركيبية، والطقوس، والصوتيات، والأفلام، والفنون التشاركية. وتمثِّل أعمالها الفنية وسيلة للترجمة الثقافية، وإحياءً للتاريخ الشفهي والأدب الإثني بطرق متنوعة وأصوات متباينة. شاركت زارينا في بينالي سنغافورة (2022) وحصلت على جائزة إمبارت للفنون (2022)، كما وصلت إلى الترشيحات النهائية لجائزة جوليان باير للجيل القادم من الفنون (2021)، وجائزة رئيس سنغافورة للمواهب الشابة (2019).

وضمن فعاليات لقاءات البينالي، ستقدِّم زارينا ورشة عمل بعنوان "الشراسة اللطيفة"، وهي استعراض لمشروعها الجديد حول القراءات الأرشيفية والتأملية للأرض والسماء والبحر. ستقام الفعالية بعد الإفطار خلال شهر رمضان المبارك، وهي عبارة عن دعوة للجلوس وتبادل القصص واستنباط الحِكَم والدروس المستوحاة من مختلف الكائنات البرية والسمائية والبحرية من بيئات وثقافات المشاركين. بالاعتماد على أساطير جنوب شرق آسيا، توجد زارينا مساحة للمناقشة والأنشطة العملية في ورشة العمل هذه، بينما تتفاعل مع شبكات واسعة من الجزر والمسطّحات المائية والمناظر الروحانية، بالإضافة إلى البيئات المترابطة غير البشرية والأكثر من بشرية، التي نحن جزء منها.

في مواجهة الضرورات الملحّة في زمننا الحاضر، ما الذي يمكننا تعلُّمه من الكائنات الحية الأخرى؟ خلال الورشة، ستطرح الفنانة عدداً من التساؤلات: "ما هي التصرفات وأنماط الحياة التي سنتخلَّى عنها لو سمحنا لحواسّنا بالانتباه لأصغر المخلوقات، والإيقاعات الموسمية للمناظر الطبيعية، والاتجاهات المتغيّرة للرياح، وأشكال الحياة التي هي خارجة عن نطاق سيطرتنا؟ ما هي طرق البحث والاستكشاف التي تسمح لنا بإبصار ما هو خافٍ عنا، والتعرف على غرائزنا الطبيعية، وشراستنا اللطيفة؟