بينالي الفنون الإسلامية هو أول بينالي في العالم يحتفى بالفنون الإسلامية، وهو فرصة فريدة للتأمل وتجديد الرؤى والبحث في هذا النوع من الفنون تسليط الضوء عليها.
الموقع
يُقام بينالي الفنون الإسلامية كل عامين، وقد قامت نسخته الأولى عام 2021 في موقع مميز بصالة الحجاج في مطار الملك عبدالعزيز الدولي من تصميم شركة سكيدمور، أووينغز وميريل والحائز على جائزة الآغا خان للعمارة، وتُعد جدة منبعًا للتبادل الثقافي وبوابة للمسلمين من أنحاء العالم أجمع إلى مكة المكرمة لأداء شعيرتَي الحج والعمرة.
في النسخة الافتتاحية من بينالي الفنون الإسلامية، يتم الاحتفاء بالإسلام وفنونه من خلال رحلة الإنسان المسلم.
يستكشف أول بينالي للفنون الإسلامية تحت عنوان "أول بيت" الشعائر الخالدة التي ميزت الإسلام منذ بدايته وحتى يومنا هذا. ترتكز هذه النسك على الحركة والصوت وخطوط الاتجاه غير المرئية. تعد المملكة العربية السعودية المحور الروحي فهي خادمة الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة.. تخدم المملكة العربية السعودية، الراعي الحرمين الشريفين والمواقع المقدسة من حولهما وهي المسؤولة عن شؤون الكعبة المشرفة: "أول بيت" بُني لله سبحانه وتعالى. يُقام بينالي الفنون الإسلامية في مدينة جدة، البوابة إلى مكة المكرّمة، في صالة الحجاج التاريخية بمطار الملك عبدالعزيز والذي صممته شركة سكيدمور أوينغز وميريل في عام 1981 والحاصل على جائزة الآغا خان للعمارة عام 1983، ويستقبل هذا المبنى التاريخي كل عام ملايين الحجاج الذين يشقون طريقهم إلى مكة المكرّمة باتجاه الكعبة المشرّفة. مر مليارات الحجاج من جميع أنحاء العالم على مر القرون من منطقة الحجاز التي شاركتهم الطقوس والحرف وتقاليد والمعارف، مما يجعلها إحدى أعظم مواقع التبادل الثقافي على وجه الأرض.
يتميّز المسلمون في جميع أنحاء العالم بتنوّع كبير، فهم يقدّسون أول بيت في مكة المكرّمة، ودائمًا ما يكون حاضرًا في نسك العبادة اليومية. فمصدر الإيمان هذا المشترك والفلسفات المشتركة والشعور بالانتماء يوحد جميع المسلمين من كل مكان. يجمع بينالي الفنون الإسلامية بين الفن المعاصر والآثار التاريخية كوسيلة للتعبير عن هذا الشعور بالانتماء - أي بإحساس الأمان في "الوطن"، سواء على المستوى الشخصي أو الإنساني أو على المدى الأبدي.
الرؤية الفنية
تمحور بنيالي الفنون الإسلامية حول مفهومَين رئيسييَن: القبلة والهجرة
القسم الأول: القبلة
كلمة "قِبلة" تعني "الاتجاه" وتشير إلى توجه المسلمين نحو الكعبة أثناء الصلاة. يتوجه المسلمون في صالتهم نحو مكة المكرمة خمس مرات في اليوم، في مشهد يجسّد اتحاد المسلمين مع بعضهم البعض في جميع أنحاء العالم في تجمع عالمي.
هذا القسم من البينالي المُقام داخل مساحات المعرض يتتبّع شعائرالمسمين اليومية والسنوية من تطهير الجسد والنفس والخشوع في الصلاة، وكيف يتنقّل الأذان عبر أنحاء العالم مع حركة الشمس. تقدم القطع المعروضة من الآثار التاريخية والأعمال الفنية المعاصرة تأملات حول هذه النسك والشعائر الدينية. يستعدّ المسلمون للصلاة اليومية بالقيام بالوضوء للوصول إلى الطهارة الجسدية والروحية. ويسلّط المعرض الضوء على كيف تُشهد نهاية الحياة، وينتهي بعرض قطعتين أثريتين تاريخيتين من الكعبة المشرَّفة نفسها والتي لا تقدّر بثمن.
القسم الثاني: الهجرة
الهجرة هي رحلة رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وصحابته من مكة المكرّمة إلى المدينة المنورة بأمر من الله سبحانه وتعالى لنشر الإسلام والابتعاد عن أذى قبائل مكة. واتخذ المسلمون من هذه الهجرة بدايةً للتقويم الإسلامي.
عادةً ما ترتبط الهجرة في عالمنا بالفقد والنزوح. ولكنها يمكنها كذلك أن تكون احتفالات جماعية تعزّز الشعور بالانتماء إلى الأمة الإسلامية.
يُقام القسم الثاني من البينالي في المساحات الخارجية تحت مظلات صالة الحجاج ويعرض أعمالاً فنية تم تكليفها خصيصًا والتي تعكس موضوع الهجرة بمعانٍ متعددة، بدءًا من الطريقة التي تنتقل بها الثقافات بين الشعوب ويتم تبادلها، إلى الطرق التي يثري بها الحج الحياة الثقافية في منطقة الحجاز.
يعرض جناحا مكة والمدينة قطعًا أثرية تاريخية نادرة من المدينتين، ويسلطان الضوء على دور المملكة العربية السعودية في خدمة أكثر الأماكن الإسلامية قدسية.
القيّمون الفنّيون
الفنانون المشاركون
أوًّل بيت
"يحتفل بينالي الفنون الإسلامية في نسخته الافتتاحية بفن الإسلام – فن أن تكون مسلمًا. يجمع بينالي الفنون الإسلامية بين الفن المعاصر والآثار التاريخية كوسيلة للتعبير عن هذا الشعور بالانتماء - أي بإحساس الأمان في "الوطن"، سواء على المستوى الشخصي أو الإنساني أو على المدى الأبدي."
المدار: علاقات تشكّلها المجموعات الفنية
المدار هو معرض متنقّل يتم تنظيمه هذا العام بالتزامن مع بينالي الفنون الإسلامية. يتلخّص دور المعرض في فتح الأبواب أمام الشراكات والمشاريع التعاونية في المستقبل.
يدعو المعرض الأفراد والمؤسسات من المملكة وكافة أنحاء العالم لعرض مجموعاتهم في مساحة عرض مخصصة، ويتطلّع ليصبح مرجعًا عالميًّا ومستودعًا لأبرز الحوارات الفكرية، وهمزة وصل لمشاركة أفضل الممارسات الفنية والبحوث المبتكرة حول التقاليد الفنية والثقافية الملموسة وغير الملموسة في العالم الإسلامي.
تفتتح نسخة هذا العام بتكريم راعي المعرض المغفور له بإذن الله الشيخ ناصر الصباح (1948-2020)، والاحتفال بالذكرى الأربعين على إنشاء مجموعة الصباح، دار الآثار الإسلامية في الكويت. كما ستُعرَض تحف ومقتنيات من جميع أنحاء العالم في مزيج غير مسبوق لمجموعات فنية تابعة لمؤسسات من مالي ومصر وتونس واليونان والمملكة العربية السعودية وأذربيجان وأوزبكستان وعمان وقطر.
وأخيراً، فإنه نظراً لرمزية اختيار صالة الحجاج العريقة لإقامة هذا البينالي، فإن الزوار مدعوّون لاستكشاف رحلة هذا المبنى الفريد من نوعه، بدءًا من التصميم ووصولًا إلى الإنشاء، واحتضانه الملايين من الحجاج سنويًّا، والتأمل فيه كعلامة فارقة على بعد النظر وديناميكية التطور في المملكة العربية السعودية.